المصدر : فتاوى الفوزان
موضوع الفتوى : البدع وما يتصل بالأموات والقبور
السؤال :
من الملاحظ اليوم بروز ظاهرة الغُلُوِّ، واتِّجاه العامَّة للتَّجاوب مع هذا الغُلُوِّ؛ ما السُّبُلُ للحدِّ من هذه الظَّاهرة؟ ومَن المسؤولُ؟
الجواب :
النبي صلى الله عليه وسلم حذَّر أمَّته من الغلوِّ؛ قال عليه الصلاة والسلام: (إيَّاكُم والغُلُوَّ؛ فإنما أهلَكَ مَن كان قبلَكُمُ الغُلُوُّ) [رواه الإمام أحمد في "مسنده" (1/347)، ورواه النسائي في "سننه" (5/268)، ورواه ابن ماجه في "سننه" (2/1008)، ورواه الحاكم في "مستدركه" (1/466)؛ كلهم من حديث ابن عباس.]، وقال عليه الصلاة والسلام: (هلكَ المتنطِّعونَ، هلكَ المتنطِّعونَ، هلكَ المتنطِّعونَ)؛ قالها ثلاثًا [رواه الإمام مسلم في "صحيحه" (4/2055) من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.]، والمتنطِّعون هم المتشدِّدون الغالون في دينهم. وقال سبحانه وتعالى: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللَّهِ إِلاَّ الْحَقِّ} [النساء: 171.]، والواجب هو الاستقامة، وقال تعالى: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ} [المائدة: 77.]؛ من غير غُلُوٍّ ومن غير تساهل، وقال تعالى لنبيِّه صلى الله عليه وسلم ولأتباعه: {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْاْ} [هود: 112.]؛ يعني: لا تزيدوا ولا تتشدَّدوا. فالمطلوب من المسلمين الاستقامة، وهي الاعتدال بين التَّساهُلِ وبين التَّشدُّد، هذا هو منهج الإسلام، وهو منهج الأنبياء جميعًا، وهو الاستقامة على دين الله سبحانه وتعالى، من غير تشدُّدٍ وتنطُّع وغلوٍّ، ومن غير تساهل وتفسُّخٍ.
|
|