المصدر : فتاوى الفوزان
موضوع الفتوى : تعليق التمائم

السؤال :

نُلاحظ أن بعض الناس يعلِّقون في رقابهم أو أيديهم أساورَ مطليَّةً ببعض الأصباغ المعيَّنة، أو خيوطًا مصنوعة من شعر بعض الحيوانات أو غيرها، ويزعم هؤلاء أنها سبب في دفع ضررٍ قد يأتي من الجانِّ أو غيرهم؛ فهل هذا عمل جائز‏؟‏ وما نصيحتُكم لهؤلاء‏؟‏


الجواب :

تعليق الأساور أو لُبسُها، وربط الخيوط من الشعر أو غيره؛ من يفعل ذلك، يعتقدُ أنَّ هذه الأشياء تمنع الضرر أو ترفع بذاتها عمَّن لبسها؛ فهذا شرك أكبر، يُخرِجُ من الملَّة؛ لأنه اعتقد في هذه الأشياء أنَّها تنفع وتدفع الضَّرر، وهذا لا يقدرُ عليه أحدٌ إلا الله سبحانه‏.‏
وإن كان يعتقد أنَّ الله هو النَّافعُ، وهو الذي يدفعُ الضَّرر، إنما هذه الأشياء أسباب فقط؛ فهذا محرَّمٌ وشركٌ أصغر يجرُّ إلى الشرك الأكبر؛ لأنه اعتقد السببيَّة فيما لم يجعلهُ الله سببًا للشِّفاء؛ لأنَّ هذه الأشياء ليست أسبابًا، والله جعل أسباب الشِّفاء في الأدوية النافعة المباحة والرُّقى الشرعيَّة، وهذه ليست منها‏.‏
وقد عقد الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله بابًا في ‏"‏كتاب التوحيد‏"‏ في هذا الموضوع، فقال‏:‏ ‏"‏باب‏:‏ مِن الشِّرك لُبسُ الحَلقةِ والخيط ونحوهما لرفع البلاء أو دفعهِ‏"‏، أورد فيه أدلةً؛ منها‏:‏
حديث عمران بن حصين رضي الله عنه؛ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم رأي رجلاً، في يده حلقةٌ من صُفر، فقال‏:‏ ‏(‏ما هذه ‏؟‏‏)‏‏.‏ قال‏:‏ من الواهنةِ‏.‏ قال‏:‏ ‏(‏انزعها؛ فإنها لا تزيدُكَ إلا وَهنًا؛ فإنك لو متَّ وهي عليكَ؛ ما أفلحتَ أبدًا‏)‏‏.‏
رواه أحمد بسند لا بأس به ‏[‏رواه الإمام أحمد في ‏"‏مسنده‏"‏ ‏(‏4/445‏)‏ من حديث عمران بن حصين‏.‏‏]‏، وصحَّحه ابن حِبَّان والحاكم ‏[‏انظر‏:‏ ‏"‏مستدرك الحاكم‏"‏ ‏(‏4/216‏)‏‏.‏‏]‏، وأقرَّه الذهبي‏.‏
ولابن أبي حاتم عن حذيفة؛ أنه رأى رجلاً في يده خيطٌ من الحمَّى ‏(‏أي‏:‏ لدفع الحمَّى‏)‏، فقطعه ‏(7)، وتلا قوله تعالى‏:‏ ‏{‏وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ‏}‏ ‏[‏يوسف‏:‏ 106‏.‏‏]‏‏.‏
وإن كان يعتقدُ أنَّ هذا يدفعُ شرَّ الجنِّ؛ فالجنُّ لا يدفعُ شرَّهم إلا الله سبحانه؛ قال تعالى‏:‏ ‏{‏وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ‏}‏ ‏[‏الأعراف‏:‏ 200‏.‏‏]‏‏.‏ 





أتى هذا المقال من شبكة الفرقان السلفية
http://www.elforqane.net

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.elforqane.net/fatawa-97.html