المصدر : فتاوى اللجنة الدائمة
موضوع الفتوى : العقيدة

السؤال :

عرض لنا أحد من الذين يعبدون الأصنام وقال: قد أرسل الله النبي صلى الله عليه وسلم كافة بشيرا ونذيرا، وأمر الله سبحانه وتعالى أن يمنع عبادة الأصنام وترك الحجر الأسود الذي في ركن الكعبة لكي يزوره الناس ويقبلوه ويدعوا الله فيه لماذا؟ لأن الذين يعبدون الأصنام ليسوا يعبدون نفس الأصنام، بل لتكون الأصنام تواصلا بينهم وبين الله سبحانه وتعالى فقط، وقال أيضا: إذا كان ذلك الحجر والأصنام سواء، ولذا حاولت وكتبت لكم هذه الأسئلة لكي نطلع على رأيكم وتجيبوني لكي أفيد به وانتفع من بعد إن شاء الله تعالى.

الجواب :

العبادة طاعة الله تعالى بامتثال ما أمر به واجتناب، ما نهى عنه، وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم كذلك والاقتداء فيما فعله من القربات، رجاء ثواب الله تعالى، وخوف عقابه، وإحلال ما أحله، وتحريم ما حرمه، والاستسلام لتشريعه قال تعالى: اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قبل الحجر الأسود واستلمه في طوافه بالبيت طاعة لله، وقبله أصحابه رضي الله عنهم واستلموه; اقتداء به وطاعة لله تعالى في أداء النسك له، لا لمجرد إعظام الحجر دون تشريع من الله تعالى; ولذا قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه كلمته المشهورة: اللهم إني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك فتقبيله واستلامه في الطواف نسك وعبادة لله; اتباعا لتشريعه، ونظير ذلك الطواف بالبيت في الحج والعمرة فرضا وتطوعا واستقبال البيت الحرام في الصلاة والدعاء، والامتناع من استقباله ببول أو غائط، كل ذلك عبادة وطاعة لله تعالى; اتباعا لأمره، واجتنابا لما نهى عنه، لا تشريعا من المسلمين من عند أنفسهم، بل سجود الملائكة لآدم عليه الصلاة والسلام عباد لله تعالى وطاعة لأمره إياهم بالسجود له، وليس عبادة لآدم، ولما استكبر إبليس وأبى أن يسجد لآدم غضب الله عليه ولعنه ودحره، وليس كل ما ذكر من العبادات ليتخذ الحجر والبيت الحرام وآدم عليه الصلاة والسلام زلفى إلى الله، بل القصد أولا وأخيرا امتثال أمر الله وطاعته في تشريعه بخلاف عبادة الكفار للأصنام فإنه اتباع للهوى وتشريع من عند أنفسهم لم يأمر الله به، بل نهاهم عنه وتوعدهم عليه بالعذاب الأليم وبعث رسله لإبطاله وأمرهم بقتال المشركين من أجل عبادتهم غير الله ليقربوهم إلى الله زلفى، فكيف يقاس ما أمر الله به على ما نهى عنه؟! هيهات هيهات إن النسب بينهما ليس إلا كالنسب بين الشيء ونقيضه.
سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد, وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو، عضو، نائب رئيس اللجنة، الرئيس
عبد الله بن قعود، عبد الله بن غديان، عبد الرزاق عفيفي، عبد العزيز بن عبد الله بن باز 





أتى هذا المقال من شبكة الفرقان السلفية
http://www.elforqane.net

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.elforqane.net/fatawa-566.html