السؤال :
لا يثبت الإيمان لمن قال: لا إله إلا الله, إلا إذا قالها خالصا من قلبه, ولا تعتبر عند الله إلا إذا كانت كذلك, أما في الدنيا فيعامل من قالها معاملة المسلمين مطلقا،ولو كان غير مخلص فيها؛ لأنا إنما نأخذ بالظاهر والله هو الذي يتولى السرائر, ومن قالها وأتى بما ينقضها كفر, كمن يستحل ما علم من الدين بالضرورة بعد البلاغ, مثل: مستحل الزنى, ونكاح المحارم, ومن نواقضها ترك الصلاة عمدا مع إبلاغه وأمره والنصح له, على الصحيح من أقوال العلماء, ومنها تعليق الحجب والتمائم, من غير القرآن, مع اعتقاد تأثيرها, أما إذا اعتقد أنها سبب للشفاء أو حفظه من الجن والعين فهي محرمة ولا تنقض الإسلام, ولكنها من أنواع الشرك الأصغر; لقوله صلى الله عليه وسلم: من تعلق تميمة فلا أتم الله له, ومن تعلق ودعة فلا ودع الله له وأما تعليق التمائم من القرآن ففي جوازه خلاف بين العلماء, والأرجح تحريم ذلك؛ لعموم الأدلة, ولسد الذريعة المفضية إلى تعليق غيره, ومن نواقض الإسلام الاستغاثة بالأموات والأصنام ونحوها من الجمادات أو بالغائبين من الجن والإنس أو بالأحياء الحاضرين فيما لا يقدر عليه إلا الله, ونحو ذلك,
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد, وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو، نائب رئيس اللجنة، الرئيس
عبد الله بن قعود، عبد الرزاق عفيفي، عبد العزيز بن عبد الله بن باز
الجواب :
إذا كانت حال من تعيش بينهم - كما ذكرت: من استغاثتهم بغير الله, كالاستغاثة بالأموات والغائبين عنهم من الأحياء أو بالأشجار أو الأحجار أو الكواكب ونحو ذلك - فهم مشركون شركا أكبر يخرج من ملة الإسلام, لا تجوز موالاتهم, كما لا تجوز موالاة الكفار, ولا تصح الصلاة خلفهم, ولا تجوز عشرتهم ولا الإقامة بين أظهرهم إلا لمن يدعوهم إلى الحق على بينة, ويرجو أن يستجيبوا له وأن تصلح حالهم دينيا على يديه, وإلا وجب عليه هجرهم والانضمام إلى جماعة أخرى يتعاون معها على القيام بأصول الإسلام وفروعه،وإحياء سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم, فإن لم يجد اعتزل الفرق كلها ولو أصابته شدة; لما ثبت عن حذيفة رضي الله عنه أنه قال: كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير, وكنت أسأله عن الشر مخافة أن أقع فيه, فقلت: يا رسول الله, إنا كنا في جاهلية وشر فجاءنا الله بهذا الخير, فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال: "نعم"، فقلت: فهل بعد هذا الشر من خير؟ قال: "نعم"، وفيه دخن"، قلت: وما دخنه؟ قال: "قوم يستنون بغير سنتي ويهدون بغير هديي تعرف منهم وتنكر"، فقلت: فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال: "نعم, دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها"، فقلت: يا رسول الله, صفهم لنا, قال: "نعم, هم من بني جلدتنا, ويتكلمون بألسنتنا"، قلت: يا رسول الله, فما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال: "تلزم جماعة المسلمين وإمامهم"، فقلت: فإن لم تكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال: "فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض على أصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك" متفق عليه.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد, وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو، عضو، نائب رئيس اللجنة، الرئيس
عبد الله بن قعود، عبد الله بن غديان، عبد الرزاق عفيفي، عبد العزيز بن عبد الله بن باز