السؤال :
ورد في كتاب [الكبائر] للمرحوم الشيخ ابن عبد الوهاب حديث: "من قال: أنا مؤمن فهو كافر، ومن قال: أنا في الجنة فهو في النار"، أو ما في معناه دون تخريج للحديث ولا تعليل له تفضلوا بالإفادة عن صحة هذا الحديث وعن تعليل معناه.
الجواب :
لم يثبت ذلك القول حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم، بل روي أثرا موقوفا على عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وقد ذكره ابن كثير في تفسيره آية ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم بل الله يزكي من يشاء ولا يظلمون فتيلا من سورة النساء، فقال: (قال الإمام أحمد، حدثنا المعتمر عن أبيه، عن نعيم بن أبي هند، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه: من قال: أنا مؤمن فهو كافر، ومن قال: هو عالم فهو جاهل، ومن قال: هو في الجنة فهو في النار ورجاله ثقات، ورواه ابن مردويه من طريق موسى بن عبيدة، عن طلحة بن عبيد الله بن كريز، عن عمر أنه قال: (إن أخوف ما أخاف عليكم إعجاب المرء برأيه، فمن قال: إنه مؤمن فهو كافر، ومن قال: هو عالم فهو جاهل، ومن قال: هو في الجنة فهو في النار) وفي سنده موسى بن عبيدة بن نشيط الربذي، وهو ضعيف; قال فيه الإمام أحمد: لا تحل الرواية عنه، وقال مرة: منكر الحديث، وضعفه يحيى بن معين وابن المديني). انتهى كلام ابن كثير وفي رواية أحمد المذكورة انقطاع; لأن نعيما لم يسمع من عمر رضي الله عنه، والمراد بالأثر المذكور لو صح: كلام من يقول ذلك على سبيل ثناء الإنسان على نفسه وفخره بعمله مع ما في قول الإنسان: (أنا من أهل الجنة) من الخرص والتهجم على علم الغيب، وقد قال تعالى: قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله وقال: عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا
وننصحك بالرجوع إلى الجزء الثاني من [كشف الخفاء ومزيل الإلباس عما اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس] للعجلوني لتعرف مزيدا من العلم في الموضوع.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد, وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو، عضو، نائب رئيس اللجنة، الرئيس
عبد الله بن قعود، عبد الله بن غديان، عبد الرزاق عفيفي، عبد العزيز بن عبد الله بن باز