السؤال :
أنا معلم اللغة العربية في المدرسة العالية الحكومية في كيرالا وخادم الدين الحنيف بعون الله. فمع الأسف الشديد والأمل الأكيد أعرض على سماحتكم أنه وقع الخلاف بين علمائنا في المراد في قوله تعالى: وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون فطائفة تقول: (إن معناه: أن الله خلق الجن والإنس لعبادته وحده لا لعبادة غيره، فإذا عبد الإنسان غير الله هلك واستحق عذاب الله الخالد).
والطائفة الأخرى تقول: (إن معناه: أن الله خلق الجن والإنس لعبادته وحده، فإذا عمل الإنسان شيئا غير العبادة هلك واستحق عذاب الله الخالد). وإنه ليتفرع من كل من هذين أمور كثيرة يطول شرحها، فرجاؤنا أن تشرحوا لنا من فضلكم أي هذين أحق وأصوب؟
الجواب :
خلق الله الخلق لعبادته وحده لا شريك له، فلا يجوز لهم أن يعبدوا غيره فقط ولا أن يعبدوا معه غيره، وأما اشتغال الإنسان بما لا يتعارض مع عبادة الله وحده لا شريك له، كالاشتغال بالتجارة والصناعة والزراعة مثلا، فهذا ليس فيه شيء، وبهذا يعلم: أن القول الأول هو الصحيح، وأن الثاني باطل لا قائل به من أهل العلم، هذا وننصحك بالرجوع إلى تفسير قوله تعالى: وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون من تفسير ابن جرير الطبري وابن كثير، ونحوهما من المفسرين المعروفين باتباع السنة.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد, وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو، عضو، نائب رئيس اللجنة، الرئيس
عبد الله بن قعود، عبد الله بن غديان، عبد الرزاق عفيفي، عبد العزيز بن عبد الله بن باز